المرأة والحب وجهان لعملة واحدة
فاذا كان الرجل يحركه طموحه , وتلهب حماسته أهداف هنا وهناك ويعتبر الحب تحديا من تحديات الحياة,والفوز بمن يحب مغنم يعد من أجله العدة.
فان المرأة جل أهدافها , وأولها , وأعظمها , هو قلب رجل , تملكه , وتصنع منه دنياها التي قضت سنوات صباها تحلم بها
ومع ذلك ,فان الخطأ الكبير يكون حينما ننتزع من الرجل صفات الرومانسية والعاطفة , وحاجنه الماسة لسماع كلمات الحب والغزل ,أو ننتزع من المرأة حاجتها للسعي واثبات الذات , ودخول معترك الحياة معينة لزوجها تارة, ومستقلة بحملها وطموحها تارة أخري
الخطأ أن نظن ونحن نحث الرجل علي ارواء حاجة المرأة للحديث والكلام الحلو وعبارات الغزل ,أنه بعيد عن هذه المطالب ,غير محب لها .
نعم ,قد لا يعطيها نفس القدر الكبير الذي تعطيه اياه زوجته , لكنه في المقابل يبحث عنه ويريد سماعه .
وقد تجادلني أخت فاضلة بقولها ان زوجها قد سخر منها ذات مرة عندما اتصلت به وهو في العمل لتقول له أحبك ,وتبثه شوقها اليه ,أو تحدث معها بجفاء حينما تدللت وتركت لأنوثتها العنان عند عودته من العمل ذات يوم وهذا قد يحدث ,لكنه أبدا ليس دليلا علي بوار ق قلب الرجل ,وأنه لا مكان فيه لغرس الحب والعاطفة.
ان الرجال في مجتمعنا قد تربوا علي الصمت,وكتم المشاعر ,والاستخفاف بقيمة الغزل ,والحديث الرومانسي العذب.
لو أضفنا الي هذا ضغوط العمل , وتوتر الحياة من حولنا لعرفنا لماذا يزهد الرجل في التعبير عن الحب.
يزهد عن قول "أحبك" لأن تكاليف المعيشة قد كبلته, وتلقته بكل عنفوانها فهو مدير لحاجيات البيت , وتأمين مطالب الزوجة والأبناء.
وفشله في ذلك يعني -بالنسبة له- اخفاقة في اختيار الرجولة والمسئولية مما يجعله متوترا وحادا وعنيفا أثناء الازمات والطوارئ
يري أن نجاحه , وهو رب البيت , ومعيل الأسرة والقائم الامين علي أمورها , هو تعبير عن الحب لزوجته وأبنائه , يحتاج من أجله سماع كلمات الشكر والتقدير والثناء , والحب.
أنا أعلم جيدا أنك تقدرين ما يبذل , أعلم أيضا أنك لا تطلبين عظيما عندما تشتاقين لكامة أو اثنين من الحب الصادق الذي يخرج من الوجدان مؤكدا متانة وثاق الحب بينكما , وأدرك كذلك أنك لا تألين جهدا في القيام بواجباتك الزوجية , وتحفظينه في غيبته ,وتضحين كثيرا من أجل أن يظل بيتكما قائما .
ولعلي لا أكون مغاليا حينما أتدبر طريقة من أجل احياء الحب بينكما ,وذلك بأن تقولي أنت "أحبك"
نعم قوليها أنت اذا ما أحببت أن تسمعيها ,فمن الرجال صنف يفيق اذا ما رأي أو سمع ,وهناك صنف اخر تصيبه العدوي ,فيتمثل ما يكون منك تجاهه.
عبري عن شوقك ,وولهك به,وبطريقتك الخاصة,فالحب في أوقات كثيرة ينمو بالتحبب والتكرار والممارسة الدائمة
وأهيب بك ألا تتعجلي قطف الثمرة , أو تتشاءمي وتفترضي قلة الحيلة.
بل حاولي ,وكرري المحاولة , والايام تخبرنا كل يوم كيف أن صدق النية والامل ,وقوة العزيمة ,هم الطريق لنوال الغاية وبلوغ المطلب
من كتاب الاجابة الحب لكريم الشاذلي
0 التعليقات على "قولي أحبك - كريم الشاذلي."
إرسال تعليق