الدردشة

الدردشة الزوجية
يؤكد الكثير من الابحاث في مجال العلاقات الاسرية أن الازواج الذين تجري بينهم نقاشات وحواران يومية غير جدية نادرا ما ينفجرا فجاءة
, أو يتحول الوضع بينهما بسهولة الي حرب مشتعلة , بينما الازواج الذين يفتقدون الي روح الحديث والحوار اليومي المستمر يكون الوضع بالنسبة لهم منذرا بالخطر وأقل سوء تفاهم بينهما قادر علي صنع مشكلة كبيرة.
عندما نتحدث يوميا عن أمور بسيطة , قد تكون خاصة بالاولاد ومشاكساتهم أو الاوضاع السياسية ,أو حول كتاب أو رواية أو خبر ما في الجريدة , فاننا نغذي وبقوة عضلات الحماية في جهازنا المناعي الخاص بمواجهة التعاسة والنكد , خاصة اذا ما تمتعنا بالوعي والفطنة فأسبغنا علي حديثنا روح التفاهم والتقبل والتعاون , وجعلناه دافئا مرحا خفيفا.
أهمية الحوارات الغير جدية
انها ليست تصادمية , ويتوقع كل طرف من الاخر أن يكون متفهما ومتعاونا قابلا للاخذ والرد والاختلاف , فتقوي أواصر الحوار , ويكون لدينا ما يشبه التدريب العملي علي التقبل  والتفهم والتواصل الجيد.
يبد أن الدردشة لاتكون عميقة ومثمرة الا اذا وضعنا فيها عاملا مهما ,وهو البوح بالمشاعر , وأعني هنا أن يتضمن كلامك بعدا نفسيا , وحديثا عن مكنونات  الصدر ,أن يستمع  شريكك الي عبارات من نوعية:(لقد كنت سعيدا حينذاك ..لقد أخجلني الاطراء وجعلني مرتبكا..لم أستطع حينها أن أخفي حزني وألمي)
أود تحديدا أن أخبرك أن يكون الحديث عن مشاعرك جزءا من حوارك العادي مع شريك حياتك , لانك حينها ستنقل أحاديثك معه من دائرة الكلام العادي الي الكلام العميق الدافئ , وستحمل حينها كلماتك كثيرا من الرسائل الايجابية عن امتنانك لشريكك , وثقتك به, وتوحدك معه.  في صحيح البخاري يوجد حديث باسم أم زرع أورده الامام البخاري تحت باب "حسن المعاشرة مع الاهل"
وهو حديث طويل , ويحكي عن جلسة بين النبي صل الله عليه وسلم وزوجته السيدة عائشة رضوان الله عليها , تحكي له فيها قصصا عن بعض النساء وطرائفهن مع أزواجهن المدهش في الامر أن النبي صل الله عليه وسلم كان يستمع ويضحك ويتواصل بايجابية كبيرة ويعلق تعليقات بها من الرقة والذكاء الوجداني الشيئ الكثير , بالرغم من أن الحديث في حد ذاته لم يكن ذا أهمية له , لكنه كان عظيم الاثر علي زوجته , مليئا بالود والعطف والتفهم لها.
والمتمرسون في دراسة  لغة الجسد يؤكدون أن لديهم القدرة علي تحديد مستوي الحب والتواصل بين الزوجين , اذا ما رؤوهما من مكان عام , حتي وان كانت المسافة بعيدة بينهما , مؤكدين أن شكل الجسد , والوجه يدللان الي حد كبير علي مستوي العاطفه بينهما ,وأن نظرات العين  عند النطق بالكلمات تضفي علي الحديث أشكالا وألوانا من "الحدة أو العطف أو القبول أو الغضب والتقزز" تدفعهم-أي المختصين-الي التنبؤ بالحالة العاطفية للشريكين 
وقديما قيل ان  العين شفافة لدرجة تمكنك من رؤية الروح من خلالها
اذا ما اسقطنا هذا الامر علي الحديث الزوجي امكننا ملاحظة لماذا يفشل حوارنا وتواصلنا في كثير من الاحيان , وذلك لافتقاده الي ما يؤكده , فقد نقبل علي بعضنا بالكلمات , بينما تعابير وحركات ولغة الجسد تنفي ما نقول وتدحضه
وقد نتحدث كثيرا  عن اهمية البشاشة والابتسام وصبغ حركات الجسد بصبغة متفائلة مستبشرة , بيد أن الايسر والافضل والاهم من كل هذا أن تمتلك روحا سمحة طيبة , راغبة حقا في غرس بذور الحب والعطاء بينك وبين شريكك تدفعك وبلا تكلف الي التقرب منه , وملاصقته , والتواصل بحب وهدوء معه والاهم أن يكون هذا السلوك فعلا حياتيا متكررا , فلا تستقيم الحياة وتحيا الي به.

ولك مني بعض الافكار البسيطة والمؤثرة لتنمية الاحاديث الزوجية البسيطة بينك وبين شريك حياتك:

  1. "افتح" دائماا طرقا للتواصل اليومي :مائدة الطعام ,مشاهدة برنامج مفضل,,,,هذه أوقات جيدة للحديث والكلام ,اياك أن تضيعها هباء.
  2. أنت غير ملزم بشيء,اللهم الا الاحاديث البسيطة,ليس الهدف نقل معلومة ,أو تبليغ رسالة ما ,انها من أجل التواصل فحسب.
  3. مهم أن تحتوي الاحاديث بينكما علي بعض المجاملات ,عن القهوة المضبوطة.الطعام اللذيذ,الرائحة المنعشة,ترتيب الردهة,لن تعدم شيئا تشكر شريكك عليه, والكلام طبعا لكليكما
  4. كما قلت سابقا :التعبير عن المشاعر أثناء الحديث شيء مهم وحيوي
  5. المس شريك حياتك أثناء حديثكما التربيت علي الكتف , والمعانقة البسيطة والقبلة الخاطفة والمزاح باللمس مطلوب ويضفي نزعا من المرح والبهجة والود.
  6. بالنسبة للرجل :اسال زوجتك دائما عن يومها ,سلها عما فعلت عند الطبيبة حاول أن تدخل في التفاصيل ,انهن يعشقن ذلك
  7. بالنسبة للمرأة :اسأليه المشورة,الرجال يحبون وبشكل مدهش اعطاء النصائح ولبس قبعة الخبير.
شات





الحب والعاطفة



0 التعليقات على "الدردشة"

إرسال تعليق